فقدان الشغف في العمل… هل المشكلة في بيئة العمل أم فينا نحن؟
لمَ نشعر أحيانًا بأن الحماس تلاشى؟ في هذه التدوينة نحلل الأسباب — داخلية وخارجية — ونقدّم خطوات عملية لإعادة إشعال الشغف.

مقدمة
هل استيقظت صباحًا مؤخرًا بلا رغبة حقيقية للذهاب إلى العمل؟ هذا الإحساس — فقدان الشغف — أصبح شائعًا، لكنه ليس حكمًا نهائيًا. في هذه التدوينة نفحص إن كان السبب من بيئة العمل أم من داخلنا، ونقدّم أدوات عملية للاستعادة.
أولًا: عندما تكون بيئة العمل هي السبب
تلعب بيئة العمل دورًا كبيرًا في مستوى الحماس. عوامل مثل الإدارة التي تهمّش الإبداع، غياب التقدير، ضغط لا منطقي، أو ثقافة عمل سامة كلها تستهلك طاقة الموظف تدريجيًا.
- التركيز على النتائج دون مراعاة العنصر البشري.
- ضعف التواصل بين الفريق والإدارة.
- غياب فرص التعلم والتطوير الوظيفي.
- المهام الروتينية التي لا تتيح مساحة للإبداع.
ثانيًا: عندما يكون السبب داخلنا نحن
أحيانًا المشكلة ليست في المحيط بل في علاقتنا بالعمل: فقدان هدف واضح، الشعور بأننا نسير على أوتوماتيكية، مقارنة دائمة بالآخرين، أو مجرد اهتزاز في القيم الشخصية.
- العمل بلا معنى شخصي أو هدف محدد.
- التوقف عن تطوير المهارات والاطلاع.
- الإرهاق أو الاحتراق النفسي (Burnout).
- توقعات خارجية لا تتماشى مع قيمنا.
كيف نعرف أيهما السبب؟ — اختبار سريع
أجيبي عن هذه الأسئلة بصراحة:
- هل تشعرين بالحماس عند التفكير في جزء محدد من عملك فقط؟ (لو نعم: قد تكون المشكلة في المهام، وليست فيكِ ككل).
- هل تغيرت ظروف العمل مؤخرًا (إدارة جديدة، ضغط وظيفي أكبر)؟ (لو نعم: إنذار لوجود تأثير بيئي).
- هل استمتعتِ بالعمل سابقًا بنفس البيئة؟ (لو نعم: السبب داخلي محتمل).
خطوات عملية لإعادة إشعال الشغف
يمكنك البدء بهذه الخطوات البسيطة والعملية:
- إعادة الاتصال بالهدف: اكتبي لماذا بدأتي هذا المسار وأي إنجاز صغير يذكرك بالقيمة التي تضيفينها.
- تعلم شيء جديد: دورة قصيرة أو مشروع جانبي يجدد الفضول ويقوّي الثقة.
- تحدثي مع مديرك/زميل موثوق: مشاركة المشاعر قد تفتح حلولًا عملية (توزيع مهام، تدريب، مرونة).
- حددي حدودًا واضحة: احمي وقتك الشخصي لتقليل الإرهاق.
- جربي تغييرًا صغيرًا في الروتين: حرّكي مكتبك، غيّري ترتيب يومك، أو خصّصي ساعة للإبداع أسبوعيًا.
"الشغف لا يُفقد، بل يُهمل حتى يخفت نوره." — من بين التسويق والحياة
متى تحتاجين إلى قرار تغيير جذري؟
إذا كانت بيئة العمل سامة (تحرش، تمييز، استغلال مستمر)، أو إذا حاولتِ إصلاح المسار داخليًا ولم يتغير شيء خلال فترة معقولة، فقد يكون الانتقال المهني هو القرار الصحي. هنا التخطيط المالي والمهني يصبحان أساسيين.
خاتمة ودعوة للتفكير
فقدان الشغف إشارة وليست حكمًا. افهمي مصدره — بيئة أم داخل — ثم اتخذي خطوة عملية واحدة كل أسبوع لإعادة إشعاله. الشغف يعود عندما نمنحه اهتمامًا واعيًا.
شاركي تجربتك في التعليقات: ما الذي أطفأ حماسك؟ وهل نجحتِ في استعادته؟،
تعليقات
إرسال تعليق