اعتدنا أن نرى ضعف النظر أو السمع كابتلاء يقيّد حواسنا ويأخذ منا متعة الحياة. لكنني مع مرور الوقت اكتشفت أن الأمر قد يكون على العكس تمامًا… قد يكون نعمة متخفية.
بدأتُ أُقلِّص اهتماماتي شيئًا فشيئًا إلى ما هو قريب من مسامعي وبصري، ولم أعد أتداخل فيما هو بعيد عني. لم أَعُد أُكثر الحديث في الغث والسمين، وصار صمتي أثقل قيمة من كثير من الكلام. ومع مرور الوقت، انخفض عندي مستوى الفضوليات إلى أدنى درجاته، فأصبحت حياتي أبسط، وذهني أنقى، وقلبي أهدأ.
- ضعف السمع لم يَعُد عيبًا، بل صار بابًا للهدوء والراحة من ضجيج الحياة وكلامها المكرر.
- وضعف النظر لم يكن حرمانًا، بل طريقة أخرى لأرى ما حولي بعمق أكبر، بعيدًا عن بهرجة المظاهر وتشويش التفاصيل.
- وأحيانًا حين تقل المدخلات الحسية، يصبح القلب والعقل أكثر صفاءً، وأكثر قدرة على التركيز فيما يستحق.
الحياة ليست دائمًا كما تبدو… أحيانًا ما نعتبره نقصًا قد يكون في حقيقته هدية، وما نحسبه خسارة قد يكون بوابة لنقاء وراحة لم نكن لنعرفها من قبل.
وأنت، هل وجدت يومًا أن ضعفًا ما في حياتك تحوّل مع الوقت إلى قوة خفية؟
تعليقات
إرسال تعليق